نحلي بريس :
كان بودي ان أكتب عن لبنان وأزمته السياسية وكيف يمكن ان
تكون مخرجاتها ففجأة توقف عقلي عن التفكير ،و انكسرقلمي فغيرته فابى ان يكتب شيئا
فتسألت ما السبب الذي جعل علقي يتوقف وقلمي ينكسر ،ورفعت رأسي لأرى في التلفاز
عاجل وفاة خمسة عشر امرأة في تدافع لتوزيع المواد الغدائية . في صور تقشعر لها
الأبدان وتؤلم القلوب حتى لو كانوا من الأعداء ،نعم انها صور مكادور .وبدون ان
أشعر تحول مقالي من بيروت الى الصويرة ليكتب المأساة والحزن الذي يخيم على الوطن
وخاصة قرية بوعلام بمدينة الصويرة.فالسؤال الذي يطرحه كل مواطن . كيف تحول توزيع
المساعدات الغدائية الى مأثم العزاء.وهل كان من الممكن تجنب هذه الفاجعة ؟التي
تجعلنا نستفيق من نسيان الفواجع التي المت بنا سلفا وسباتنا العميق الذي يكشف
المستور المغطى ببعض المساحيق .انه الفقر المذقع الذي يخيم كساحبة سوداء على
الكثير من المناطق بالمملكة في صمت رهيب .بعيدا عن انظار الساسة والمسؤولين الذي
لا يكثرتون لهذه للمواضيع نظرا لما يعشونه من بحبوبحة وتعويضات سمينة دون قيام
بواجباتهم ومسؤوليتهم على اكمل وجه لتظهر ويحس المواطن بها . فقد سئم المواطن من
التشخيص للوضع ،الى جانب تصريحات الصبيانية لبعض المسؤولين التي تستفز المواطن كأن
الأمور على افضل حال،والتي تسئ للوطن داخليا وخارجيا لتفتح علينا ابواب جنهم
ليتلذذ الأعداء في وصف مأسيناة ونحن نتحسر عليها مطأطئين الرؤوس . تجعلنا نفكر في
نظرية البيت الداخلي وكيف يمكن ان نجعلها واقعا نعيش في ظله ونتذوق المرارة ونقرها
لنتذوق عسل العدالة الإجتماعية قولا وفعلا .ان نظرية البيت الداخلي تقوم على
الترتيب والتنظيم المحكم للبيت الذي يجعل من الفقير شخصا سعيدا متمتعا بكافة حقوقه
.مرتاح البال ينظر الى المستقبل بتفاؤل .ومن جهة أخرى يكون المسؤول مسرورا لا بما
يأخده من المال وتعويضات شهرية ،بل يكون في سعادة عندما يقوم بواجبه على اكمل وجه
ويجتهد اكثر ليرى بسمة فرح على افراد مجتمع متا فنيا في عمله دون ان يحتاج الى
رقيب او حسيب .انه المواطن والسياسي والمسؤول الحقيقي الذي يحب وطنه حبا منقطع
النظير قولا وعملا.، يستقبل الضيوف دون ان يستحي من استقبالهم لأن البيت مبعثر.
وقد يتسأل الضيوف عن أسباب تبعثر فيجد نفسه محرجا لا جواب له على الأسئلة ضيوفه
،وقد تأتي الأزمات الخارجية وتلتقي مع الأزمات الداخلية ولن يستطيع هذا البيت ان
يصمد امام هذه التحديات لأن ساساته قد خانو الأمانة واتو على الأخضر واليابس،
عندما ان يكون احساس بالآخرين وتجدهم في موكب الجنائر يقدمون العزاء دون استحياء.
والأمثلة الكثيرة تبين وتوضح لنا اهمية نظرية البيت الداخلي التي قوامها التنمية
الحقيقية ومحاربة الفقر والهشاشة كمحاربة الأوبئة ليس بالأقوال بل بالأفعال .
فعندما تسأل المواطن عن حاله يجبك والإبتسامة على محياه مسرورا بأوضاعه فرحا
بحياته السعيدة .وليس حزينا كئيبا متحسرا على وضعيته المزرية وعلى حقوقه التي
اخذها الملهوطين والملهوطات وهم نيام .فالمجتمعات تتقدم بأبنائها الذين يسهرون على
تنظيم هذا البيت كل واحد من منصبه وخاصة الساسة والمسؤولين الذين يدبرون الشأن
العام ،لكن والأسف عندما انظر النماذج في القرى الغربية اتحسر على وطنى الذي يعيش
الفقر والجوع ومسؤوليه يضحكون يتلذوذون كما تلذذ نيرون بإشعاله النار في روما
.وتجدهم في الإنتخابات يصبحون كالأنعام او اقل منها يقنعون المواطن بانهم الأجدر
بتحمل المسؤولية ،والمواطن يعرفهم انه لن يراهم الا في التلفاز يتصورن ويضحكون الى
ان تأتي الإستحقاقات المقبلة وهكذا تمر الأيام ويعيش المواطن الفقير على المستقبل
الملغوم وحيدا يتألم من شدة الفقر والمرض قتله التفكير . الى أين يا وطني ... لك
الله ياوطني