الرباط :
11/10/2018 : 20:48
نحلي بريس
إن الفتى من يقول ها
أنا ذا // ليس الفتى من يقول كان أبي بيت مشهور للحجاج ابن يوسف الثقفي عندما وُلي
أمر العراق اليوم// حُور هذا البيت الشعري فصار يقول: ليس الفتى من قال أبي لكن الفتى من يقول ها
كندا// تحوير للبيت الشعري يعكس تمحور تحقيق الذات لدى الكثيرين عبر تحقيق حلم
الهجرة إلى كندا// لماذا كندا بالذات؟ لأنها أصبحت مقصدا وحلما لمن لا وضع اعتباري له في
بلده الأم// فكندا بلد الهجرة المنتقاة بامتياز// يفد إليها كل سنة حسب الإحصائيات
الكندية الرسمية قرابة 250 سنويا// معظمهم من دول الشرق الأوسط// وطبعا
معظمهم من حاملي الشهادات الدراسية العليا أو ذوي التجارب المهنية المميزة// يعني
أن معظم القادمين إلى كندا هم من أحسن العقول التي أنتجتها المنطقة الشرق أوسطية
والشمال أفريقية// تطلع هذه العقول إلى الهجرة والإقامة في كندا// ليس فقط من أجل أسباب
اقتصادية// بل هي الرغبة الكامنة لدى هذه العقول المثقفة والعارفة بأوضاع بلادها، في
التمتع بالحريات بجميع تجلياتها، والمشاركة في صنع القرار السياسي// من
منا اليوم لا يسعى لأن يكون فاعلا في المجتمع والسياسة والاقتصاد لتحقيق ذاته// ربما
هذه العقول ترفض أن تكون في بلدانها كرواية الكاتب الأسترالي كولن ماكولوغ التي
تحمل عنوان "الطيور تختبئ لكي تموت"، بل تريد هذه العقول أن تكون كرواية الروائي السودان الطيب صالح
التي تحمل عنوان "موسم الهجرة الشمال"، أو فلنحور عنوان هذه الرواية المشهور كما البيت الشعري للحجاج ولنقن
إنه موسم هجرة العقول إلى كندا.
الكاتبة الدكتورة: فيروز فوزي.