ديمقراطية: كَالها(قالها) السي الفقيه ؟؟؟
السي الفقيه
المستشار الداخلي و الموضوعي، الشخصي العام، قاضي الأسر والجماعة، داخليا و خارجيا
، مفتي القوم، و الحكم بين الخصمين، و كل
ما يراد قوله أو فعله و لا بركة لشيء لا بمباركته و تزكيته، اقتصاديا و اجتماعيا و
سياسيا و دينيا.
المهم و عبر
التاريخ كان السي الفقيه لكَالها تكون و لطلبها تحضر و تمناها تكون ولترجاها
تتنفذ، السي الفقيه في كل شيء في ما يفقه و ما لا يفقه، السي الفقيه أي واد يجرفه،
و إن بعد برهة تفكير و تحريم و تردد و بعدها يحلل و بعد تحكيم قواعد و مبادئ ديمقراطيته، المطبقة على
الكل إلا هو؟ كيف؟ و لم؟ و بم؟
تساؤلات تطرح كلما بدا في حسبان الرائي من
ينعم بجلباب السي الفقيه أو يلبسه أو
متلبس به في مجالاته و أماكنه و
مواطنه.
لنقُل أن
العقلية التبريرية أهم مبدأ يحكم السي الفقيه بقاعدة الضرورة تقدر بقدرها أو
للضرورة أحكام. كل يوم يصبح العالم الإسلامي و العالم معنا على مواقف دولية و
محلية عجيبة و غريبة، فما كان من الحفاظ على الكراسي من منبر الخطابة حتى منبر
الحكم أقصد الكرسي و ما أدراك ما الكرسي، عقلية التبرير تبدأ من حرص السي الفقيه
على أحقيته في الخطب و المواعظ و الحديث و لا أحد يستحق الأولوية أو يتقدم قبله أو أمامه، و من ذلك الكثير في الشؤون
الدينية و أحواله، فالتاريخ دال على نماذج عدة و كثيرة من تبات و تتبث السي الفقيه
في منصبه و كرسيه السنون العديدة و العقود المتوالية، و حين تمرد على الديني جاء داء السياسي بنكهة الديني.
منذ الزمن
البعيد كان السي الفقيه المبارك للسلطة السياسية في كل خطواتها و هو ما كان بعلماء
البلاط و ما عارض أي شي يكون أنذاك مسخوط
البلاط و إلى زمننا الحالي الحال على ما هو عليه، نادرا ما نجد السي الفقيه صاحب
حق في نفسه و عمله و حراكه وسكنه، السي الفقيه السياسي داء الأحقية و الأسبيقة
ملازم له و يزرعه إيمانيا في الأتباع يرونه الإمام الحق في الصلاة و في الخطبة و في الحكم و في
الإستشارة، و إن لم يقل يبقى التزكية و المباركة، و إن غاب بحثوا عنه و انتظروا
قوله أو تقريره لأي بسيط أو مركب.
السي الفقيه
لقالها كاينة و لقال فيها صالحة و لمقلهاش نقولوها له.
المهم السي الفقيه
حمل كل حمولته و طرزها في عالم الديمقراطية و جعل المقاسات مقاساته، و ما
دونه أقل مرتبة و أحقية الأسبقية تبقى ملازمة له و إن أخذ الدهر مأخذه منه، في
تغييب تام للمنهج النبوي في سياساته الإجتماعية و التربوية و غيرها من الحراك
النبوي في تربية الصحابة و من نحى نحوهم و انتهج منهجهم، دائرة التداول العلمي و
المعرفي أساس البناء القوي للمجتمع المتين، أساس لأي نظام يسوس أو يساير مجتمعا بأناسه وسياساته ، فالديمقراطية كمنتظم حاضر في المشورة الدينية و
الدنيوية لا ينبغي أن يجعلها السي الفقيه ديمقراطية له بمقاسه و لمصالحه.
و لا ينبغي أن يلام من استفسر أو حكى لفظا، أو يطرد من
اعترض أو انقد الدنيا بالسي الفقيه و ديمقراطيته في عُبابِها.
و تبقى
ديمقراطية لكَالها السي الفقيه كاينة إلى
أن يرث الله الأرض و من عليها .
- رحمة معتز: باحثة في الإجتهاد المعاصر و فقه الواقع و النوازل