محمد بن عبد الله بن هود الماسي الثائر على السلطة الموحدية، صفحات من تاريخ مغربنا المجيد.



محمد بن عبد الله بن هود الماسي الذي كاد أن يعصف بنشأة الدولة الموحدية
لم يذكر المؤرخون سنة مولده، لكن بالمقابل سجلوا تاريخ مقتله سنة 542 هـ - 1148 م. هو محمد بن هود بن عبد الله السلاوي، ويُعرف بالماسي، كان ثائرا مغربيا أنشأ ملكا في صدر الدعوة الموحدية، أصله من أهل سلا.
كان أبوه سمسارا وكان هو قصارا. ولحق بعبد المؤمن بن علي الكومي عندما ظهر، وبايعه وشهد معه دخول مراكش، ثم ما لبث أن فارقه وظهر في رباط ماسة (من ناحية السوس) وتلقب بالهادي، وناصره أهل سجلماسة ودرعة وقبائل دكالة وركراكة وتامسنا وهوّارة. وانتشرت دعوته في جميع المغرب، فأرسل عبد المؤمن جيشا لقتاله، فظفر ابن هود، فجهز له جيشا آخر بقيادة الشيخ أبي حفص الهنتاتي فكانت بينهما حرب شديدة انتهت بمقتل ابن هود في وادي ماسة (الاستقصا 1: 144 وهو في البيان المغرب، القسم الثالث طبعة تطوان 1960 الصفحة 26 (محمد ابن عبد الله بن هود) ويفهم منه أن مقتله في 16 ذي الحجة سنة 541هـ.)
كان مجال نفوذ الدولة الموحدية في شمال أفريقيا أكبر من سابقتها (الدولة المرابطية) وكان لزاما عليها أن تقوم بمجهودات جبارة للحفاظ على الأمن في هذا المجال الواسع، إلاٌ أن هذا لم يمنع من ظهور بعض الأطراف الخارجة عن مجال الدولة. وتمثل ثورة ماسة، إحدى الحركات المناهضة للحكم الموحدي ويتعلق الأمر بمحمد بن هود السلاوي الماسي الذي سمي بالهادي. وقد تبعه خلق كثير من أهل سجلماسة ودرعة وقبائل ركراكة وقبائل تامسنا وهوارة وبذلك لم يبق تحت نفوذ الموحدين إلا مراكش وفاس، حيث أشار صاحب الحلل الموشية إلى ذلك قائلا «...و لما توالى عليه الفتح واستوثق له الأمر قام عليه قائم ببلاد السوس الأقصى وهو محمد بن عبد الله بن هود الماسي...وقامت بدعوته أمم لا تحصى ووصلت دعوته إلى جميع أقطار العدوة حتى لم يبق منها إلا مراكش وفاس ...»
وصل تهديد محمد بن هود إلى جميع بلاد المغرب، وهو الأمر الذي حدا بالسلطان عبد المومن، إلى تجهيز جيش لمنازلة الثائر، حيث أرسل-أولا- يحيى بن الصحراوية، فلقي هزيمة أمام الماسي، فأرسل الموحدون قوة أخرى تحت قيادة الشيخ أبي الحفص عمر الهنتاثي فهزم هذا الأخير الماسي هزيمة ساحقة وبذلك تمكن الموحدون من تهدئة الأوضاع.
وتشير معظم المصادر إلى وقوع هذه المعركة بالقرب من واد ماسة، ومنها أن أبو جعفر ابن عطية ( الوزير السابق لعلي بن يوسف المرابطي ) الذي حضر المعركة وتنكر بصفة الجندي، فبعث رسالة على واد ماسة ليخبر السلطان بهذا...
عرفت ماسة -تاريخيا- ثلاثة أعراف، كل واحد كان خاصا بمنطقة جغرافية فهناك عرف أغبالو (109 بند) وعرف تاسنولت وعرف أداوموط . كانت هذه الأعراف مكتوبة بالأمازيغية على ألواح، غير أن الفقهاء قاموا بترجمة تلك الأعراف إلى اللغة العربية. فإلى حدود النصف الثاني من القرن 19 كان العرف يشكل المسطرة القانونية للقبيلة.
لا يمكن الحديث عن قبيلة ماسة خلال القرن 19 م دون ذكر الحروب التي كانت عادية، سواء ضد القبائل المجاورة أو الحروب الأهلية. وتتميز هذه الحروب بكونها لم تخضع لأي ضوابط قانونية، إذ أشار الضابط/الباحث روبير مونطاني في أطروحته حول الانقسامية (البربر والمخزن)، إلى عدم وجود زعيم يقود الحروب، وأن كل من تزعم إحدى الحروب يقتل. وفيما يتعلق بالحروب مع القبائل المجاورة التي أشار إليها المختار السوسي أنها وقعت سنة 1895 م/1276 بين الماسيين من جهة وبين الجزوليين والأزغاريين من جهة أخرى، فقد تميزت بالعنف وانتهت بانتصار القوة الماسية حيث جندوا لذلك كل طاقتهم المادية والمعنوية، بعد أن استغرقت هذه الحرب زهاء 7 سنوات.
  نحلي بريس: نحلي محسن.

شاركوا في صفحاتكم

مواضيع ذات صلة

التالي
« Prev Post
السـابق
Next Post »