محادثات إيكس ليبان التاريخ المظلم (الحلقة الرابعة)


لعلني هذا المساء و القلم يستوقفني لكتابة الحلقة الرابعة من محادثات ايكس ليبان،  لأقف على ماهية العنوان، و لمذا سميت المحادثات بإيكس ليبان، و هو أن فرنسا نظمت هذا اللقاء بإيكس ليبان و هي مدينة صغيرة تقع جنوب شرق فرنسا و هي عبارة عن منتجع على بحيرة " لوبورجي" من مقاطعة " لاسافوا " (1)، ما بين 22_27 غشت 1955، تحث إشراف لجنة وزارية قصد الإستمتاع لأراء المغاربة على إختلاف إنتماءهم حول قضية العرش و مستقبل المغرب _  وقد إتخد اللقاء شكل سلسلة من المحادثات دافع خلالها الوطنيون بحرارة على عودة محمد بن يوسف ووضع ترتيبات تمهيدية للإعتراف بإستقلال المغرب.
إذن من هم المفاوضون المغاربة المشاركون في مباحثات " ايكس ليبان " ؟ و من هم المفاوضون الفرنسيون ؟ و ما هي مجريات هاته المباحثات؟
لقد شاركت في اللقاء شخصيات مغربية من مختلف الإنتماءات، أدلت أمام اللجنة بوجهات نظرها، و من تم الإتفاق على أن تستمع إلى ممثلي مختلف التيارات و هم حسب الحكومة الفرنسية 37 شخصا منهم 4  من حزب الاستقلال و 4 من حزب الشورى،  و 5 من ممثلي المخزن هم الصدر المقري و ابنه التهامي و الجلاوي و الحجوي و ابن حيون، و امحمد الناصري، 3 من العلماء و هم السادة جواد المقلي، و حماد العراقي،ن و عبد الحي الكتاني، و 2 من اليهود و هما ابن زاكين و يعقوب الدهان ،و 4 من فرنسي المغرب و اخرون (1)
أما فيما يخص ممثلوا حزب الإستقلال فقد أعترضوا في البداية على إجراء أي نوع من اللقاءات مع خصوم محمد الخامس بأن الحزب غير مستعد أن يجلس على مائدة مستديرة مع خصوم إستقلال المغرب و خصوم محمد الخامس و ممثلي عهد إبن عرفة _ و إنتهى الأمر إلى يستمع الجانب الفرنسي إلى المغاربة على كل حدة.
كما كان مفهوما أن إجتماع" إيكس ليبان " لن يتخذ أي قرار و إنما يستمع إلى الفرقاء(2)، و هكذا بعد قرار" إدكارفور" بالإستماع بكل طرف على حدة،  زال التردد و قبل الحزب المشاركة بشخصيات و هم محمد اليزيدي، (نائب الامين العام للحزب ) و الحاج عمر بن عبد الجليل و عبد الرحيم بوعبيد و المهدي ابن بركة و كان في جانبهم في الإجتماع دون أن يكونا عضوين في الوفد محمد بوستة و محمد الدويري، و تتبع الاجتماع عن قرب في جنيف أحمد بلا فريج (الأمين العام للحزب)،  و كان الإتصال به يوميا أثناء المدة التي جرت فيها المحادثات بحيث كان يتتبع و يعطي رأيه في كل موضوع طرح للبحث(3)، هذا من جهة،  و من جهة أخرى مثل إلى جانب حزب الإستقلال حزب أخر و هو حزب الشورى و الإسقلال بممثلن و هم الأساتذة عبد القادر بنجلون نائب الأمين العام و عبد الهادي بوطالب و محمد الشرقاوي و أحمد بن سودة و كان الأمين العام المرحوم محمد بالحسن الوزاني يتابع الموضوع من مدينة لوزان بسويسرا (4).
و هكذا نكون قد قدمنا المفاوضون المغاربة الذين فاوضوا اللجنة الوزارية الفرنسية بإيكس ليبان، و الذين مثلوا مختلف التوجهات كالفريقان الوطنيان أنذاك في الساحة و هما حزب الاستقلال و حزب الشورى و الإستقلال، ثم شخصيات أخرى كان لها من مواقف وطنية منذ نفي محمد الخامس كالبكاي و العيادي، و ممثلي المخزن و بعض المواليين لإبن عرفة، و ممثلين عن اليهود و بعض الفرنسيين القاطنين بالمغرب.
الهوامش :
1 _ رشد(عبد الله)، كفاح المغاربة في سبيل الإستقلال و الديمقراطية، 1953_1973، ط. الأولى، الدار البيضاء، 2003، ص : 235.
2 _ المساري( محمد العربي)، " مباحثات إيكس ليبان " يومان دراسيان، " مباحثات إيكس ليبان و إستقلال المغرب "، الرباط في 17 نونبر 2007، ...، م.س، ص : 28.
3 _ غلاب( عبد الكريم )، تاريخ الحركة الوطنية...، ج2، م.س، ص : 280.
4 _ نفسه، ص : 281.
5 _ نفسه، ص : 280.

شاركوا في صفحاتكم

مواضيع ذات صلة

التالي
« Prev Post
السـابق
Next Post »