ريع في حضرة النيام (فلوس زعطوط ايكلها لبان)

محسين نحلي

في المغرب التاريخ يتوقف و لا شيء يتغير و كأنه الحال في زمن الفرعون المصري " بيبى الثاني " خامس ملوك الأسرة السادسة الذي شهد عصره إضرابات اقتصادية و احتقان شعبي من خلال فساد حاشيته و بطانته و هنا البطانة إسقاط على وضع نوابنا المحترمون في مجلس النيام.
مفارقات كالفرق بين الظلام  والنور وبين الماء و النار، موتى  يوميا في جبال المغرب المنسي جراء البرد و الجوع و التهميش و الإقصاء و الهشاشة،  و في المقابل يتم الاتصال يوم الاثنين بكل النواب و البرلمانيين من طرف رئاسة مجلس الحبيب المالكي على أساس الاستفادة من بونات المازوط، مع العلم أنهم لم يشتغلوا سوى أربعة أيام خلال أربعة شهور.
نضال أجدادنا عبر تاريخ المغرب المضيء برجالاته و أشاوسته و شرفائه ذهبت سدا، لأنهم ناضلوا من أجل مغرب الكرامة و العدالة و الحرية الاجتماعية و المساواة لا مغرب الأشخاص و الحاخامات و الإقطاعيين و نواب النيام الذين يرتعون في الريع و الفساد و من الحصانات و الامتيازات في مقابل أنهم لا يقدمون لنا شيء سوى أنهم يصرفون رواتب ضخمة بدون عمل، و هنا أستحضر مقولة الأستاذ الشرقاوي أنه حين قال " كما قاموا بجعل التعليم و كل الوظائف بالعقدة أي العمل مقابل الأجر فليفعلوا كذلك بنيام الشعب ".
من أجل البناء يجب العودة تاريخيا إلى الوراء و إلى استقراء التاريخ العربي الإسلامي قديما و حديثا و نقارنه بمسيرة شعوب أخرى كي نقف على أهمية الحرية كمكسب تاريخي و حضاري، إذ هي شرط من شروط النهوض الحضاري، إذا أحسن المجتمع فهمها، وإذا تم إشراك النخب في عملية البناء، و إذا تم فتح أفق ثقافي و حضاري للثورة ولم يتم اختزالها في بعدها السياسي
 و يبقي السؤال من المنطلق إلى النهاية :
لماذا طردنا المستعمر إذن؟



الطالب الباحث: محسن نحلي

شاركوا في صفحاتكم

مواضيع ذات صلة

التالي
« Prev Post
السـابق
Next Post »