(رأينا
المتواضع في تحقيق هذا الكتاب )
كتاب " إيقاظ الهِمم " للشيخ السلوكي "ابن عجيبة الأنجري
الحسني "، كتاب كان يدرّس رسميا بجامع الأزهر في بداية القرن العشرين، مرورا بطبعات
كثيرة أهمها دار المعارف 1985، وقد قامت دار الكتب العلمية كعادتها، بطبع الكتاب مرتين،
مرة بعنوانه "إيقاظ الهمم" ومرة بعنوان احتيالي "إبعاد الغمم عن إيقاظ
الهمم"، وشخصيا اقتنيتُ "رفع الغمم" ظانا أن ابن عجيبة وضع حواشيَ على
الإيقاظ، فإذا به الكتاب نفسه مع بعض الشروحات البسيطة جدا.
أهم طبعة للكتاب ـ وهي نادرة جدا ـ هي طبعة حسب الله، دار المعارف الصادرة
1985 [انظر الصورة]، ويظن الكثيرون أن هذه الطبعة محققة، وهذا وهم كبير، وبيان ذلك
من الأوجه الآتية
:
1 ـ الأستاذ محمد حسب الله، كتب على وجه الكتاب
" تقديم ومراجعة"؛ أي أنه يعترف بوضوح أنه لا يحقق.
2 ـ لم يشر المراجِعُ إلى النسخ التي اعتمدها،
والظن عندي انه رقن الكتابَ من طبعة 1911 [ وهي أجود مع حواشيها ]، ولا يوجد تحقيق
دون تقديم للنسخ التي يعتمدها المحقق، مع العلم أن حسب الله يشير أنه اعتمد نسخا، وهذا
إيهام منه.
3 ـ انعدام الفهارس، والفهارس ثلث التحقيق.
4 ـ مقدمة سقيمة تعرض لحياة ابن عطاء الله ولقائه
بشيخه الإمام الجنيد، والكتاب لابن عجيبة وليس لابن عطاء الله، وقد خصص المُراجِع ستة
أسطر للتعريف بابن عجيبة، ولم يعرف أصلا بالكتاب الذي يراجعه ! والمحققون الكبار لهم
مقدمات رائعة جدا للكتب التي يحققونها، ومن أروع المقدمات مقدمة محمود شاكر للدلائل
ومقدمة فراج للتاج ومقدمة مقدسي لكتاب الفنون.. الخ
5 ـ لا يشرح المُراجــِع أي شيء في الهوامش،
باستثناء الإحالة على الآيات القرآنية، مع العلم أن الكتابَ كله إحالات على نصوص لكبار
المتصوفة في تاريخ الإسلام، وبه الكثير من الأحاديث التي يجب ضبطها.
6 ـ غالب الظن أن الأستاذ حسب الله، نقل المتنَ
عن طبعة 1911، خصوصا أنه يعتمد النسخة نفسها عن خط المؤلف دون الإشارة إلى مكان حفظ
النسخة أو رقمها، [والغالب أنها نسخة تطوان إذا كانت فعلا بخط يد المؤلف ]، وإلا فهي
نسخة نسخها ناسخ عن خط المؤلف او عن نسخة نسخت خط المؤلف دون وجود إسم الناسخ ولا عام
النسخ، وذلك مما يسقط فيه المحققون، وكان أجدى أن يصور حسب الله خط ابن عجيبة وينشره
في مقدمة الكتاب لنتأكد هل هو خط ابن عجيبة، وهو خط شائع معروف لنا جميعا.